صحيفة امريكية تكشف كيف استغل الرئيس ترامب موقعه لخدمة شركاته
يمنات – وكالات
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) -في تحقيق مطول شارك فيه 10 صحفيين- إن ما يزيد عن 200 شركة وكيان وحكومة أجنبية حققت استفادة كبيرة من الرئيس دونالد ترامب، عبر اتفاقيات مع منتجعاته وفنادقه مقابل تسهيلات من إدارته.
وبحسب التحقيق الذي حمل عنوان “المستنقع الذي بناه ترامب”، فإن الشركات المملوكة لعائلة ترامب جنت خلال أول سنتين من توليه منصب الرئاسة، نحو 12 مليون دولار مقابل خدمات من جانب الرئيس أو إدارته لـ60 جهة كانت مصالحها معرضة للخطر.
وأكدت الصحيفة أن مصالح هذه الجهات “تم بالفعل الدفع بها قدما بطريقة أو بأخرى”، من قبل الرئيس أو حكومته.
ووصفت ترامب بأنه “رجل الأعمال-الرئيس” الذي سخّر ثقافة قضاء المصالح في واشنطن لصالح فنادقه ومنتجعاته، وجنى الملايين من خلال لعبه دور “حارس البوابة لإدارته”.
وأكدت أن تصرفاته تأتي على عكس وعوده الانتخابية في 2016، حيث تعهد حينئذ بتجفيف مستنقعات استغلال النفوذ، على حد تعبيره.
وقالت إن ترامب في الواقع “لم يفشل في وضع حد لثقافة المحاباة وقضاء الحاجات في عاصمة البلاد واشنطن، لكنه بالعكس تماما قام بتجديد وإعادة ابتكار هذه الثقافة، إذ تحولت الغرف الخلفية لمجالس الحكم إلى أماكن يمتزج فيها الشأن العام بالخاص، وتهيمن عليها لغة المصالح”.
وتؤكد الصحيفة أن بيانات الإقرار الضريبي الفدرالية لترامب وإمبراطوريته التجارية، والتي كشف عنها تحقيق آخر للصحيفة الشهر الماضي، أظهرت أنه حتى عندما استفاد من صورته كرجل أعمال ناجح من أجل الفوز بالرئاسة، فإن مساحات كبيرة من ممتلكاته العقارية كانت تحت ضغوط مالية وتكبدت خسائر خلال العقود السابقة.
لكن بمجرد وصوله للبيت الأبيض، اكتشف هو وأسرته منبعا جديدا ومربحا للإيرادات، وهم الأشخاص الذين يريدون خدمة ما من السيد الرئيس.
وتقول نيويورك تايمز، إنه ليس خفيا أن الرئيس ترامب أجرى معاملات رسمية داخل إحدى ممتلكاته، حتى أن أولئك الذين سعوا للاستفادة من خدماته لم يخجلوا من إعلان وصولهم إلى “مملكة الرئيس”.
وقد كشف التحقيق -من خلال مراجعة مئات المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى مقالات إخبارية منشورة- أن هؤلاء المستفيدين وثّق كثير منهم وبحماس زياراتهم لإحدى ممتلكات ترامب.
وذكرت الصحيفة أن أولئك الذين تقربوا من ترامب سعيا لقضاء مصالحهم تنوعوا ما بين ساسة أجانب، وأباطرة صناعة السكر في ولاية فلوريدا، وملياردير صيني، وأمير صربي، ومستثمرين في قطاع البترول ونشطاء حكوميين صغار. وقد منحتهم إدارة ترامب التمويل والقوانين والأراضي، ومكنهم الرئيس من الحصول على تعيينات في فرق عمل أو حتى في سفارات.
وقد استفاد الرئيس ترامب ماديا من هذه الخدمات -تؤكد الصحيفة- حيث دفع المستفيدون لصالح أعمال عائلته، كما أقامت أكثر من 70 مجموعة داعمة له وشركات وحكومات أجنبية فعاليات في ممتلكاته كانت تُعقد سابقا في أماكن أخرى، أو استحدثت فعاليات جديدة درّت أموالا طائلة على الرئيس وأسرته.
وضمّت هذه المجموعات -تضيف الصحيفة- منظمات دينية، خاصة الإنجيليين الذين استفادوا من شعبية الرئيس في أوساط مريديهم لجمع التبرعات وتعزيز نفوذهم.
حفلات وزيارات
وذكرت الصحيفة أن ترامب حضر 34 حفلا لجمع التبرعات أقيمت في فنادقه ومنتجعاته، مما جلب لممتلكاته إيرادات أخرى بقيمة 3 ملايين دولار، وفي بعض الأحيان “كان ترامب يصفّ المدعوين ليسألهم عما يحتاجونه من حكومته”.
أما آخرون -تضيف نيويورك تايمز- فكان بإمكانهم “تلقف السيد الرئيس” في فندقه “ترامب إنترناشيونال” (Trump International) بواشنطن حيث كان يحب تناول العشاء في أحد المطاعم هناك، أو خلال عطلات نهاية الأسبوع في منتجعه “مارالاغو” (Mar-a-Lago ) على شاطئ فلوريدا حيث يحب الظهور خلال “فعالية اليوم الكبرى” هناك.
وذكرت الصحيفة أنها أحصت 400 يوم زار خلالها ترامب أحد منتجعاته وفنادقه منذ توليه الرئاسة قبل نحو 4 سنوات.
وردا على ما كشف عنه التحقيق أصدر المتحدث باسم البيت الأبيض -جود دير- بيانا مقتضبا قال فيه إن السيد ترامب “سلم المسؤوليات اليومية عن الأعمال التجارية الناجحة للغاية التي قام ببنائها إلى ولديه البالغين”.
وأضاف، “لقد أوفى الرئيس بوعده كل يوم للشعب الأميركي بالنضال من أجله، وتجفيف المستنقع (عبارة ذات دلالات عدة يستخدمها الساسة الأميركيون)، ووضع أميركا في المقام الأول دائما”.
يشار إلى أن صحيفة نيويورك تايمز قالت إنها استندت في تحقيقها الجديد على بيانات الإقرار الضريبي التي قدمها ترامب، فضلا عما كشفت عنه بعض جماعات الضغط لإنشاء قاعدة بيانات بأسماء الكيانات التي ترتبط بمصالح أمام الحكومة الفدرالية التي رعت ممتلكات الرئيس.
كما أجرت مقابلات مع حوالي 250 من رجال الأعمال التنفيذيين، وأعضاء النوادي واللوبيات، وموظفين في ممتلكات الرئيس، ومسؤولين إداريين حاليين وسابقين قدّموا “وصفا شاملا لمدى النجاح الذي بلغته علاقة زبائن السيد ترامب مع حكومته، وكيف استفاد من مستنقعه المعاد بناؤه”.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.